رسالة المدير العام لأولياء الأمور

أولياء الأمور الأعزاء،

 

تحية طيبة وبعد،

أتمنى أن تصلكم هذه الرسالة وأنتم وعائلاتكم بصحة وسلامة.

 

نحن نعيش في فترة زمنية صعبة ستؤدي إلى تحولات كبيرة، والحياة بعد وباء الكورونا لن تكون كما اعتدنا عليها، فعلى الرغم من الخسائر التي ستحدث في الأرواح والأموال فإنها أيضًا تقدم لنا فرصاً جمة تمكننا من إحداث تغييرات نوعية وجوهرية. أمامنا الكثير مما يمكننا القيام به للتأثير على مسار هذا الوباء، والأهم من ذلك العمل على تحسين حياتنا ومستقبلنا، وهذا سيتطلب الامتثال الصارم لتدابير السلامة والصحة، وإعادة ترتيب الأولويات والشعور الثابت بالأمل. معا يمكننا التغلب على هذه الصعوبات ومدرسة فلسطين الأميركية ممثلة بكافة كوادرها مستعدة للقيام بدورها في هذه المرحلة.

 

لذا قامت المدرسة بتطبيق خطة التعليم الإلكتروني ابتداء من اليوم الأول بعد إغلاق المدارس في التاسع من شهر آذار من السنة الحالية، ولهذه الخطة ثلاثة أهداف، أولها ضمان بقاء الطلاب على اتصال ببيئتهم التعليمية كوسيلة لحماية سلامتهم النفسية والاجتماعية. وثانيها ضمان إتمام المناهج الدراسية من خلال تعليم المفاهيم الرئيسة في المواد التعليمية الأساسية؛ استعدادا لإعداد الطلاب للعام الدراسي القادم، وثالثها - وحسب المرحلة العمرية - تعزيز المهارات المعرفية مثل التعلم المستقل وإدارة الوقت واستخدام الإنترنت للأغراض التعليمية في محاولة لتعزيز فرصهم في مستقبلهم الأكاديمي والمهني. إن التحول المفاجئ إلى هذا النمط الجديد من التعليم يتطلب عملًا إضافيًا من المعلمين والإدارة الذين لهم كل الامتنان والتقدير على جهودهم الجبارة، فها هم قد أثبتوا تفوقهم والتزامهم الأخلاقي الراسخ للعملية التعليمية. وفي نفس الوقت نقدر جهود جميع الأمهات والآباء الذين دعموا أبناءهم خلال هذه المرحلة الصعبة. سيؤتي عملنا المشترك بثماره عندما يعود الطلاب إلى المدرسة في العام المقبل وهم قادرون على الانتقال بسلاسة إلى برامجهم الدراسية. إن مستوى تفاعل الطلاب المرتفع بشكل استثنائي على منصة التعلم الإلكتروني لدينا وردود الفعل الإيجابية للغاية من قبل أولياء الأمور يؤكدان  أن العام القادم سيكون جيدًا كما أي عام مضى، إن لم يكن أفضل. 

 

نعم، أنا أكتب وأنا كلي ثقة، بأن العام المقبل بإمكانه أن يكون أفضل عام دراسي لطلابنا على الإطلاق. فمثلا، سيقدر الطلاب المدرسة أكثر باعتبارها بيئة تعليمية واجتماعية، وربما الأهم من ذلك إدراكهم للأمور الأكثر أهمية في الحياة وهذا سيعتمد على استعدادكم لاستغلال هذه الفرصة لتعزيز أعلى القيم الإنسانية والمهارات الحياتية الأساسية لدى أبنائكم. إن حياتنا المزدحمة والمناهج المكتظة توفر القليل من الوقت أو الفرص لتعليم طلابنا ما هو مهم حقًا، والتهديد الحالي لحياة الإنسان هو فرصة لتذكيرهم بهذه الحقائق والتي تتمثل بأن الأسرة والأحباء هم الأكثر أهمية، أن الإنسان يمتلك من الأمور المادية أكثر مما يحتاج، أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والنظافة الشخصية والبيئية ليست رفاهية بل أدوات للبقاء على قيد الحياة، وأنه لا يوجد ازدهار فردي بدون تماسك مجتمعي وتضامن وطني، وكما تعلمون جميعًا فقد عملنا نحن في مدرسة فلسطين الأميركية على تعزيز هذه المبادئ والممارسات من خلال برامجنا المنهجية واللامنهجية.

 

أخيرًا وباسم مدرسة فلسطين الأميركية ، أشكركم جزيل الشكر وأنتم تحرصون على سلامة وصحة عائلاتكم، وهذا يعد الدور الأكبر والأصعب الذي تؤدونه في حياتكم. سوف نجتاز هذه المحنة المخيفة وسنكون أقوى وأشد حكمة، وهذا هو وعدنا لطلابنا.  

 

مع جزيل الشكر والتقدير،

 

د. حنان الرمحي 

المدير العام